ثقافة بعد نجاح باهر لعروضه: هل يصبح مهرجان نابل دوليا؟
بمسرحية "شريفة وعفيفة" للمخرج منير العرقي وتمثيل منال عبد القوي وحنان الشقراني وبحضور جمهورغفير، أختتم المهرجان الصيفي بنابل في دورته 28 والذي كان تحت شعار دورة العمالقة رغم محدودية الميزانية مقارنة بالمهرجانات الأخرى وكذلك مفعول طافة استيعاب المسرح المحدودة جدا والتي لا تتخطى الألف متفرج وهذا أمر لا يليق بمدينة في حجم نابل، وبهذه المناسبة نتوجه للسلط المحلية والجهوية بنداء قصد الاعتناء بمسرح الهواء الطلق قصد توسعته وصيانته.
ورغم هذه الاشكالات، تعتبر هذه الدورة بشهادة رواد المهرجان من أبرز الدورات بما أنه ولأول مرة يكون الفنان التونسي والعربي صابر الرباعي حاضرا فوق خشبة المسرح المذكور كما لا ننسى الفنان التونسي حسن الدهماني الذي أطرب الجمهور بأغانيه، كما اعتلت نبيهة كراولي لأول خشبة المهرجان وكانت قد شدت لها الجمهور الذي ردد تقريبا جميع أغانيها وحضرت ايضا فرقة نار المشاهب حاضرة بمرافقة جمهور غفير أشاد بنوعية الأغاني الملتزمة مع إيقاعات مغربية وقد ردد الجمهور الحاضر مع الفرقة أغنية القدس التي أبكت بعض الحاضرين، كما لا ننسى الفنانة المصرية نسمة عبدالعزيز التي قدمت عرضا موسيقيا رائعا من جميع النواحي عزفا وغناء.
من جهة أخرى كان للمسرح نصيب الأسد في المهرجان بما أن "عاصمة الفخار" معروفة بحبها الجارف لهذا الاختصاص الفتني لذلك تضمنت البرمجة اهتماما بنجوم المسرح التونسي مثل كمال التواتي في مسرحية إن عاش ورياض النهدي بمسرحية سيب صالح وخاصة العرضين الذين قاما بهما لطفي العبدلي الذي أنعش كاسة المهرجان وأخرجه من الضائقة المالية وذلك بحضور الجمهور الذي بقي في العرض الثاني خارج أسوار المسرح، كما كان لمين لنهدي حاضرا بمسرحية ليلة على دليلة في عرضين ورغم تهاطل الأمطار في العرض الثاني أبى الجمهور مغادرة المسرح..
وقد فكرت الهيئة المديرة للمهرجان وتشجيعا لفرق الهواة التي تنجز أعمالا محترمة فتمت دعوة فرقة بلدية دوز للتمثيل التي عرضت مسرحية "شير شار" الذي صفق لها الجمهور طويلا في نهاية العرض واعتبرها من العروض الهامة في هذا المهرجان لقيمة العمل من جميع النواحي نصا وإخراجا وتمثيلا، وأكد مدير المهرجان الشاب منتصر قاسم لموقع الجمهورية نيّة تحويل المهرجان الصيفي بنابل الى مهرجان دولي في السنة القادمة لما وجده من تجاوب مع هيئة المهرجان الذين لهم خبرة كبيرة في تنظيم مثل هذه التظاهرات تشجع على النجاح، مؤكدا مواصلة برمجة عروض على امتداد السنة بما أن المهرجان الصيفي بنابل يدار تحت إدارة جمعية التنشيط والمهرجانات التي لا يقتصر دورها على النشاط الصيفي فقط بل على مدار السنة.
